قصة قصيرة عن القناعة والدروس المستفادة

تعتبر القناعة كنز من كنوز هذه الحياة وفي النادر ما تكون هذه الصفة متصف بها شخص لأنه في الغالب لا يقتنع البعض بالأشياء المقسمة لهم ويرون أن الأشياء الموجودة مع أي شخص آخر أفضل من المقسمة له وهو في الحقيقة لا يعرف ما مر به هذا الشخص حتى يقدر على الوصول إلى هذه المكانة ولهذا سوف نعرض بعض القصص القصيرة التي تتحدث عن القناعة.
قصة قصيرة عن القناعة
في هذه الفقرة سنعرض بعض القصص القصيرة التي تتحدث عن القناعة التي في الغالب لا تكون متوفرة عند البعض والدروس المستفادة منها:
1- قناعة عائشة أم المؤمنين
فرض الله تعالى في كتابه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقرابته نصيب من غنائم المسلمين فكان حينها نصيب السيدة عائشة رضى الله عنها في خلافة معاوية مائة درهم وقام بإرسالهم لها فلما وصلت لها الدراهم كان يوجد الكثير من الفقراء في المدينة المنورة ينتظرون الفرج شرعت حينها عائشة في توزيع المال على الفقراء وكانت خادمتها تساعدها في هذا، ولم تغيب الشمس حتى قدرت على تفرقتها جميعا ولم يتبقى أي درهم فقالت حينها الخادمة أنها لو ابقيت درهم لكانت اشترت به لهم فقالت حينها السيدة عائشة لو ذكرت لفعلت أي أنها نسيت نفسها وخادمتها من أجل الفقراء.
الدروس المستفادة من القصة أن الشخص عند شعوره بالاقتناع قد ينسى نفسه أمام احتياج الآخرين بالإضافة إلى أنه لا يأخذ أي مال لأنه يشعر أنه في غنى عنه ولا يحتاج إليه في حياته.
2- قناعة سلمان الفارسي
عندما حضر لسلمان الفارسي الموت عرفوا حينها من وجهة الخوف والانزعاج فقالوا له حينها لا تجزع يا أبا عبد الله وقد كانت لك في هذه الحياة سابقة خير شهدت بعض الغزوات والفتوحات فقال سلمان حينها يجزعني أن حبيبنا صلى الله عليه وسلم عندما فارقنا عهد إلينا وقال: ” أنْ يكونَ بُلْغةُ أحَدِنا مِن الدُّنيا كزادِ الرَّاكِبِ” فهذا الذي أجزعني فقط.
الدروس المستفادة أنه حتى عند الموت لم يفكر في نفسه أو في سكرات الموت بل كان يفكر فقط في الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنه كان في حياته يقوم بإعطاء الكثير من الزكاة ولا يفرق معه المال أبدًا.
3- قناعة عبد الرحمن بن عوف
كان عبد الرحمن من أغني أغنياء الصحابة والقناعة هنا لا تعني الفقر ولكنها تعني أن يكتفي الشخص بما عنده من الرزق، كان عبد الرحمن تاجرا فقدمت له قافلة تجارية من الشام في عام الرمادة وكان هذا العام مليء بالمجاعات وكانت هذه القوافل تعطي للتجار من أجل بيعها وربح الأموال ولكن حينها عبد الرحمن قام بإعطاء هذه القافلة كاملة للفقراء المسلمين دون أي مال.
الدروس المستفادة من هذه القصة أنه على الرغم من حاجة البائعين إلى هذه القوافل إلا أن عمر فضل أن يأخذها بأكملها للفقراء وهذا دليل حقيقي على القناعة بما قسمه الله وعدم حب المال، وهذا في الحقيقة أقصى درجة القناعة التي لم يقدر الكثير على الوصول لها.
تعتبر القصص التي تتحدث عن القناعة دليل فعلي على أنها موجودة منذ قديم الزمان على الرغم من أنها صارت في هذه الفترة قليلة إلا أنها تعتبر من أسمى الصفات التي قد يتصف بها الإنسان.