هل يجوز صوم الاسراء والمعراج؟ في تلك الآونة يبدأ طرح سلسلة من التساؤلات على ألسنة المسلمين الراغبين في الإلمام بأهم الجوانب الشرعية الخاصة بواحدة من الليالي ذات القيمة والأثر العظيم في دين الإسلام، تلك الليلة التي أسرى فيها الله بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى سوف تكون موضوع حديثنا في موقع هلا سعودية مع تخصيص ذكر حكم صيام ليلة الاسراء والمعراج.
هل يجوز صوم الاسراء والمعراج
الكثير من المسلمين يعتقدون أن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة يجب فيها الصيام أو على أقله يعد الصيام فيها من العبادات المسنونة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهنا لا بد من التأكد من دقة هذا الحكم من الناحية الشرعية الذي بالبحث عنه تبين أنه لا دليل شرعي على الصيام في هذا اليوم.
إذ أكدت مجموعة من أهل العلم على أن كتاب الله المجيد والسنة النبوية العطرة لم يُرد في أيٍ منهما أي نص يُوجّه المسلمين إلى صيام ليلة الإسراء سواءً من باب الفريضة أو النافلة، وعليه لا يصح للمسلم الصيام بتلك النية لأن هذا يعتبر من البدع.
متى ليلة الإسراء والمعراج
مما استند عليه العلماء في طرح الرأي الخاص بصوم ليلة الإسراء والمعراج هو أن موعدها نفسه غير مُحدد في نصٍ شرعي، مع العلم أن هناك الكثير من الأقاويل المنتشرة التي تفيد بأنها في ليلة السابعة والعشرين من شهر رجب إلا أنه لا دليل مؤكد يُثبت صحته.
ما الدليل على معراج النبي
عقب طرح الأحكام الشرعية السالف ذكرها قد يظن بعض المسلمين أن ليلة الإسراء والمعراج لا أصل لها وهذا أمر خاطئ تمامًا، بل إنها وتفاصيلها مذكورة في كتاب الله العزيز الذي يُتلى إلى يوم الدين وذلك في سورة سُميت باسمها ومن آياتها نذكر ما يلي:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].
هكذا عرفنا هل يجوز صوم الاسراء والمعراج؛ وذلك طبقًا لما ورد على ألسنة أهل العلم والفقهاء الذين استندوا على الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهنا تتوجب معرفة أن الكثير من الوقائع المذكورة في القرآن لا يشترط أن تكون مرتبطة بعبادات خاصة طالما لم يكن هناك دليل عليها.
